العاصمة الإدارية الجديدة

العاصمة الإدارية الجديدة (NAC)، والتي يشار إليها باسم ’عاصمة مصر‘، هي مشروع تطوير حضري تحويلي يجري تنفيذه حاليا في مصر¹. وهي مصممة لتكون عاصمة مصر الجديدة، ومركز إداري ومالي اقليمي رئيسي². ويهدف هذا المشروع على إنشاء ’مدينة مستقبلية ذكية’³ مستدامة ومتقدمة تقنيا، تعمل على تعزيز الإمكانات الاقتصادية للبلاد وتخفيف الازدحام في القاهرة^{4 i}، بما يتماشى مع الأهداف المحددة في استراتيجية رؤية مصر 2030 ^{5 ii}.

تقع العاصمة الإدارية الجديدة على بعد حوالي 45 كيلومترًا شرق القاهرة، وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 725 كيلومترًا مربعًا، في واحدة من أكثر المناطق الإستراتيجية في البلاد، في منتصف الطريق بين القاهرة والسويس⁶. يتميز المخطط التنظيمي للمدينة بمزيج متنوع من الاستعمالات السكنية والإدارية والترفيهية ومجموعة واسعة من وسائل الراحة⁷. وعلى وجه التحديد؛ منطقة إدارية حكومية جديدة، وحي دبلوماسي، وحي ثقافي، بالإضافة إلى 21 منطقة سكنية، ومطار جديد⁸. تعد منطقة الأعمال المركزية الشريان التجاري للعاصمة الجديدة، حيث تتبنى ’مبادئ المدينة الذكية والمستدامة‘⁹. ويتضمن المخطط التنظيمي للموقع البرج الأيقوني، وهو ناطحة سحاب يبلغ ارتفاعها 385 مترًا، لتصبح أطول برج في أفريقيا¹⁰. وتتميز الفكرة الرئيسية للمخطط التنظيمي بمتنزه النهر الأخضر الطولية، والتي يشار إليها أيضًا باسم سنترال بارك، والتي تم تصميمها لتكون ’واحة حضرية بطول 10 كيلومترات‘ والتي ’تجمع بين العناصر الطبيعية والعناصر التي من صنع الإنسان، وتقدم مجموعة متنوعة من الحدائق التاريخية والأنشطة الترفيهية والمناظر الطبيعية الصديقة للبيئة ومناطق متميزة لتلبية مجموعة واسعة من التفضيلات‘ و’إثراء المشهد البيئي للمنطقة‘¹¹. فيما يتعلق بالنقل والبنية التحتية، سيتم ربط العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة عبر سكة حديد القاهرة الموحد(المونورايل) الذي تم إنشاؤه حديثًا ويتألف من بنية تحتية ذكية وأنظمة لإدارة الطاقة¹².

وتسعى الأنشطة الاقتصادية والترفيهية والإدارية إلى استقطاب المقيمين والمستثمرين، مما يجعل العاصمة الإدارية الجديدة مدينة ذكية ومتصلة وصديقة للبيئة¹³. ومن المتوقع أن تستوعب العاصمة الجديدة حوالي 6.5 مليون شخص. ومع شمول المنطقة الإدارية لأكثر من 30 وزارة جديدة وتوظيف قوة عاملة تبلغ 55000 موظف، من المتوقع أن تصبح المدينة القلب الإداري للبلاد¹⁴.

قد بدأ المشروع في التقدم على مراحل منذ إطلاقه، حيث ركزت المرحلة الأولى على توسعة الضواحي الحالية للعاصمة بمساحة 168 كيلومتر مربع من التطوير¹⁵، بما في ذلك إنشاء مباني حكومية ودبلوماسية وإدارية محورية، مما يمهد الطريق أمام التدفق السكاني اللاحق¹⁶. وفي المراحل اللاحقة، سيتم توسيع العاصمة الجديدة إلى 700 كيلومتر مربع، بحيث ترتبط العاصمة الجديدة مع منطقة قناة السويس¹⁷. ومنذ عام 2023، انتقلت 14 وزارة وجهة حكومية بالفعل إلى العاصمة الإدارية الجديدة¹⁸.

تم الإعلان عن المشروع رسميًا في اذار ¹⁹2015. وتقوم شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية (ACUD) بتطوير وإدارة المشروع، وهي شركة مساهمة تأسست عام 2016. ويبلغ رأس مالها 204 مليار جنيه مصري (6.6 مليار دولار أمريكي)، مع شركاء رئيسيين مثل هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة التابعة لوزارة الإسكان (NUCA) والقوات المسلحة²⁰. تم الكشف عن الفكرة التصميمية المبدئية للمخطط التطويري لـلمدينة في عام 2015 من قبل شركة Skidmore, Owings & Merrill LLP (SOM)، وهي شركة تصميم مشهورة عالميًا، ووزارة الإسكان المصرية وشركة كابيتال سيتي وشركاؤه المحدودة²¹. تم تكليف دار الهندسة لاحقًا بتقييم المخطط التنظيمي الاستراتيجي وتصميم العديد من مكونات المشروع بما في ذلك المنطقة الوزارية والمتنزه المركزية والبرج الأيقوني والعديد من المباني السكنية والمكاتب والفنادق²². المطور الرئيسي للمشروع هو الهيئة الهندسية للقوات المسلحة²³، بالتعاون مع شركة هندسة البناء الحكومية الصينية (CSCEC)، ومجموعة طلعت مصطفى، وشركة المقاولون العرب²⁴.