مشيرب قلب الدوحة

مشروع مشيرب قلب الدوحة هو مشروع تطوير حضاري¹ متعدد الاستعمالات يعمل على تنشيط القلب التجاري القديم لمدينة الدوحة. يقع المشروع بالقرب من سوق واقف، والديوان الأميري (مقر الحكومة القطرية)، وعلى بعد دقائق من مطار حمد الدولي. صُمم المشروع بهدف أن يكون واحدًا من “أكثر المناطق استدامة وذكاءً (smart city) في الدوحة”، ويطمح إلى أن تكون مشيرب “قلب الدوحة” ووجهة جديدة للعيش² والترفيه والأعمال³. اعتمد المشروع اللغة المعمارية القطرية التقليدية مع التكنولوجيا الحديثة⁴ بهدف الحفاظ على الاستدامة البيئية والهوية الثقافية لدولة قطر. إذ كان الهدف هو “إعادة الناس إلى جذورهم⁵“، وتعزيز الشعور بالانتماء الاجتماعي. ويُعد “مشيرب قلب الدوحة” جزءًا من رؤية قطر الوطنية 2030ⁱ والتي تهدف إلى “تحويل قطر إلى دولة قادرة على استدامة تنميتها وتوفير مستوى معيشي مرتفع للأجيال القادمة”⁶.

ولتحقيق أهداف المشروع تم وضع مخطط تنظيمي⁷ يغطي مساحة 0.31 كم2 ‏⁸. ويضم المخطط خمسة أقسام رئيسية تشكل جميعها المنطقة متعددة الاستعمالات المراد تطويرها⁹. ويشمل المشروع أكثر من 800 وحدة سكنية، ومساحة تجارية تبلغ 193,000 متر مربع¹⁰، وأكثر من 300 متجر للبيع بالتجزئة، و4 فنادق، و4 متاحف للمنازل التراثية، ومدرسة، و3 مساجد، ومواقف للسيارات يتسع لأكثر من 10,000 مركبة. أما من حيث التنقل، فقد صُمم المشروع كمنطقة يمكن المشي فيها؛ حيث تم تخطيط الشوارع لتوفر الظل من أشعة الشمس وتسمح للمشاة بالإفادة من النسمات الباردة من الخليج العربي¹¹. ويوجد أيضًا ترام يعمل بالطاقة النظيفة، إلى جانب مسارات مخصصة للدراجات والمشاة، ولتسهيل الوصول والاتصال بين جميع الجهات داخل المنطقة.

ومن حيث الاستدامة، تم تصميم المشروع لتقليل استخدام الطاقة بنسبة 30% من خلال تعزيز كفاءة غلاف المباني¹². ويعتمد المشروع بشكل كبير على الطاقة المتجددة، فقد تم تركيب أكثر من 6,400 لوح شمسي على الأسطح لتوليد الكهرباء. كما يتم تقليل استهلاك المياه غير الصالحة للشرب بنسبة 70% من إجمالي استهلاك المدينة^{13 14}. ويضم المشروع بنية تحتية ذكية، مثل نظام جمع النفايات الآلي الذي يفصل المواد القابلة لإعادة التدوير¹⁵. وقد حصلت المدينة بأكملها على شهادة ليد LEED الذهبية والبلاتينية في ريادة الطاقة والتصميم البيئي نظرًا لتلبيتها لأعلى معايير الاستدامة.

تم إطلاق المشروع من قبل شركة مشيرب العقارية¹⁶، إحدى الشركات التابعة لمؤسسة قطر للتربية¹⁷، والعلوم وتنمية المجتمع، وهي من وضعت المخطط التنظيمي للمشروع والذي قام بتنفيذه ¹⁸ 4 شركات وهي: شركة آروب (الاستشاري الرئيسي)، وشركة إيكوم، وشركة واليس، وشركة موريسون.^{19 20} . ويتم تمويل المشروع من قبل مؤسسة قطر بتكلفة تبلغ حوالي 5.5 مليار دولار أمريكي^{21 22}.

وقد تم تدشين المشروع بين عامي 2010 و2021 على أربعة مراحل من قبل عدة مقاولين²³مقسمة على النحو التالي:

• تتكون المرحلة الأولى من ثلاثة أجزاء 1أ/ب/ج²⁴.
• المرحلة الأولى أ [2010]: نفذتها الشركة القطرية العربية للإنشاءات²⁵، وتضم الديوان الأميري، وأرض مصلى مشيرب، ومبنى الحرس الأميري، والمسجد، والأرشيف الوطني القطري، ومتاحف مشيرب.
• المرحلة الأولى ب: تم تنفيذها من قبل شركة كاريليون وشركة قطر للبناء²⁶، وتتكون هذه المرحلة من مساحات الأعمال والبيع بالتجزئة، والمنازل المستقلة، والشقق، والمباني المدنية، ومدرسة.
• المرحلة الأولى ج: تم تنفيذها من قبل شركة بروكفيلد ملتيبلكس ميدغلف²⁷، وقد تم بناؤها بالتزامن مع المرحلة 1ب.
• المرحلة الثانية: تم تنفيذها من قبل شركة أرابتك²⁸، وتشمل سوبر ماركت، ومساحات مكتبية، وشقق سكنية، وفندقًا وجاليريا التي تضم صالة سينما ومساحة ترفيهية للأطفال.
• المرحلة الثالثة: تم تنفيذها من قبل شركة أوباياشي وشركة إتش بي كيه للمقاولات²⁹، وهي عبارة عن حي سكني يضم شققًا سكنية، وفندقًا، ومحلات، ومطاعم، ومساحات تجارية، بالإضافة إلى متجر فاخر متعدد الأقسام ووسائل راحة أخرى.

المرحلة الرابعة [2021]: تم تنفيذها من قبل شركة اتحاد المقاولين وشركة التيسير للمقاولات³⁰، وتضم ساحة النخيل التي تشغل جزءًا كبيرًا من المرحلة الأخيرة من المشروع وهي المركز الرئيسي لوسائل المواصلات في مشيرب.