ميناء دوراليه متعدد الأغراض

ميناء دوراليه متعدد الأغراض (DMP) هو منشأة بحرية ضخمة تُعتبر امتدادًا لميناء جيبوتي.¹ يقع الميناء في منطقة دوراليه الساحلية، على بُعد 12 كيلومترًا غرب مدينة جيبوتي، ويقع عند المدخل الجنوبي لمضيق البحر الأحمر.² وقد أصبح هذا الميناء أكبر ميناء للبضائع السائبة في شرق إفريقيا،³ حيث يقع على تقاطع الممرات البحرية الدولية الرئيسة الرابطة بين آسيا وإفريقيا وأوروبا.⁴

يُنظر إلى ميناء دوراليه على أنه “محور للتجارة واللوجستيات يعزز النمو الاقتصادي الإقليمي”⁵ ويهدف إلى أن يكون البوابة البحرية الرئيسة في المنطقة⁶ من خلال ربط القارات ببعضها البعض وتشغيله كقناة بحرية لخط سكك حديد أديس أبابا-جيبوتي.^{i 7}. وفي هذا السياق، يسعى ميناء دوراليه متعدد الأغراض^{8 9} إلى تخفيف الاختناقات في الميناء وتقليل الوقت المطلوب لتفريغ البضائع من أسابيع إلى أيام بالنسبة للدول المجاورة¹⁰ إذ تكمن قوة هذا الميناء في قدرته على مناولة أكثر من 20 مليون طن من البضائع يوميًا.¹¹

وتحقيقًا لهذه الأهداف المذكورة آنفًا، تم وضع مخطط تنظيمي لتطوير 6.9 كم2 على طول رصيف بطول 4 متر. تشمل هذه الخطة إنشاء 15 رصيفًا¹² ,لتوفير مجموعة واسعة من المرافق والخدمات، بعضها ضمن الأكثر تقدمًا وتطورًا في أفريقيا.¹³
يتميز الميناء بمحطات مختلفة بما في ذلك محطات البضائع السائبة والبضائع العامة والحاويات، وأرصفة (دحرجة) ⁱⁱ. وتشمل قدرات التشغيل في الميناء مناولة ما يصل إلى 31 حاوية في الساعة باستخدام عمليات (الرفع والتنزيلⁱⁱⁱ)ومعالجة 90 وحدة دحرجة في الساعة. بالإضافة إلى ذلك، يشمل تصميم الميناء35,000 م2كمستودعات لدعم عمليات تخزين البضائع واللوجيستيات.¹⁴

ويُعدّ هذا المشروع مبادرة مشتركة بين شركة “ميناء جيبوتي المساهمة” (PDSA)، تمتلك فيها هيئة موانئ جيبوتي والمناطق الحرة (DPFZA) نسبة 66.5% من الأسهم، بينما تمتلك شركة تشاينا ميرشانتس بورت هولدينجز المحدودة (إحدى شركات مجموعة تشاينا ميرشانتس) نسبة 23% منها.^{15 16}

نفذ المشروع مجموعة من المقاولين الأساسين بما في ذلك شركة الصين لإنشاءات الهندسة المدنية (شركة تابعة لشركة الصين المحدودة لإنشاءات السكك الحديدية) وشركة الصين لهندسة الموانئ والقنوات (التابعة للشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية).¹⁷
تقدر إجمالي الاستثمارات في هذا المشروع (للمرحلتين الأولى والثانية)¹⁸ بنحو 590 مليون دولار أمريكي وقد تم تمويل هذا الاستثمار بشكل رئيسي عبر قرض (بقيمة 405 مليون دولار) من بنك الصادرات والواردات الصيني. ويُعتبر هذا التمويل الصيني الأكبر لمشروع بنية تحتية في منطقة شرق أفريقيا.¹⁹
جدير بالذكر أنه تهدف (تشاينا ميرشانتس) من خلال هذا المشروع إلى تعزيز نموذج التنمية المعروف باسم “الميناء – المنطقة الصناعية – المدينة” في جيبوتي. إذ تتجاوز مشاركة (تشاينا ميرشانتس) مجرد تطوير ميناء دوراليه، فهي أيضًا مسؤولة عن تطوير المنطقة الحرة الدولية في جيبوتي المجاورة للميناء البالغ مساحتها 240 هكتار، والتي تم افتتاحها في عام 2018. ²⁰

يتألف المخطط التنظيمي لميناء دوراليه متعدد الأغراض من مرحلتين رئيسيتين:
المرحلة الأولى، وقد بدأت أعمال البناء فيها في عام 2014 وتم افتتاحها في عام 2017، باستثمارات بلغت 300 مليون دولار وشملت التالي:^{21 22}

• الرصيف الرئيسي: بطول 1,200 متر وعمق -15.3 متر، مع 6 مراسٍ لاستيعاب السفن التي تصل حمولتها إلى 100,000 طن، وقد تم بناؤه باستخدام 63 كتلة خرسانية مسبقة الصب.
• الرصيف الشرقي: بطول 175 مترًا وعمق -12 مترًا، وقد تم بناؤه باستخدام 12 كتلة خرسانية مسبقة الصب.
• ساحة تخزين متعددة الأغراض للفحم والبضائع العامة والإسمنت والأسمدة والحبوب والمركبات والسكر ومخزن للأسمدة.
• أعمال المباني والإنشاءات.
• أعمال الحفر والتجريف.
• أعمال الردم.²³

تشمل المرحلة الثانية من تطوير الميناء توسعة وزيادة عدد المراسي، فمن المقرر أن يتم مضاعفة عددها ليصل،²⁴ إجماليها 12 مرسى مع زيادة طول الرصيف 4,130 مترًا.²⁵

ومن المقرر أن يستفيد عملاء ميناء دوراليه من رفع مستويات الكفاءة التشغيلية وتحسين استراتيجيات المناولة وزيادة السعة التخزينية إضافة إلى العديد من المزايا الأخرى.²⁶ ومن الجدير بالذكر أن البحرية الصينية، التي لديها قاعدة عسكرية على الحدود الغربية للميناء، لها الحق في استخدام أحد الأرصفة.^{27 28} علاوة على ذلك اقترحت (تشاينا ميرشانتس)مشروعًا طموحًا لتجديد المنطقة القديمة للميناء ومدينة جيبوتي. إلا أنه منذ 2022، أصبح المشروع مجرد خطط محتملة دون تمويل أو تخطيط لتنفيذه.²⁹