إعادة احياء المحرق

بدأت في عام 2000 إعادة إحياء المحرق، العاصمة السابقة للبحرين والتي كانت معروفة بصناعة اللؤلؤ حتى عام ¹1940، كمبادرة ترميم وإعادة استخدام تحت مظلة مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث. وقد سعت هذه المبادرة إلى إحياء المنطقة بعد أن تدهورت في أعقاب التنقيب عن النفط، مما أدى إلى فقدان تجارة اللؤلؤ ونزوح العديد من السكان الأصليين². تطورت المبادرة فيما بعد إلى برنامج شامل بعنوان ’صيد اللؤلؤ، شاهد على اقتصاد جزيرة‘³. وشمل نطاق عمل البرنامج الحفاظ على مختلف المواقع والمباني، وتحديث ارتفاعات المباني، وتشييد مبانٍ جديدة، وتحويل قطع الأراضي الشاغرة إلى مساحات عامة متصلة من خلال مسار يعرف باسم “مسار اللؤلؤ”. في عام 2012، أُدرج المسار على قائمة اليونسكو للتراث العالمي⁴.

يهدف المشروع إلى ترويج تاريخ المنطقة في مجال اللؤلؤ و’السياحة الثقافية في البحرين، كوسيلة للاحتفاء بثقافة وتراث البلاد الغني، سواءً المادي وغير المادي‘، وبالتالي ضمان ’اقتصاديات جديدة صديقة للبيئة‘⁵. ويسعى المشروع إلى تحقيق الأهداف التالية⁶: إعادة التوازن إلى التركيبة الديموغرافية للمنطقة، وتحفيز المجتمعات المحلية على الاستقرار فيها وعودة العائلات الاصلية اليها من خلال التحسينات البيئية، وتوفير أماكن مجتمعية وثقافية.

لتحقيق أهداف المشروع، تم اقتراح ’مسار اللؤلؤ‘⁷ الذي يمتد بطول 3 كيلومترات في مدينة المحرق⁸ ليكون بمثابة “متحف حي في الهواء الطلق”⁹. تنقسم خطة المسار إلى جزأين. يشمل الجزء الأول إعادة إحياء مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة للثقافة والبحوث، والذي يضم مكتبة بحثية، ودار ضيافة (نزل)، ودار الكرار للتطريز التقليدي، وأرضيات الشوارع، والساحات العامة. ويشمل الجزء الثاني مسار اللؤلؤ نفسه، ويتكون من المكونات التالية¹⁰:

• مركز الزوار
• ساحات مسار اللؤلؤ
• آثار الجناح الأخضر
• دار الجنة
• مركز الزوار في قلعة بو ماهر
• تأهيل سوق القيصرية، والتأهيل والمحافظة على تجمعي سيادي ومراد وبيت الشيخ عيسى بن علي
• خطة الحفاظ على المحرق
• دراسة التنقل في المحرق
• المحافظة على بيوت فخرو، الجلاهمه، ترابي وبدر غلوم وإعادة تأهيلها.
• مواقف متعددة الطوابق للسيارات
• جسر المشاة على مسار اللؤلؤ

تشتمل المساحات العامة في مسار اللؤلؤ على 17 مساحة عامة تضم 202 شجرة، والتي تهدف إلى تعزيز تجربة المشي في الشوارع والمساحات العامة في المحرق. وتوفر للسكان والزوار أماكن للتجمع، الاستراحة، والمشاركة في الأنشطة الترفيهية والاجتماعية¹¹ مثل الفعاليات الموسيقية التقليدية التي تضم عروضاً لأغاني صيادي اللؤلؤ¹².

تجدر الإشارة إلى أنه تم وضع العديد من القوانين للحفاظ على طابع المنطقة ومتطلبات إدارتها. على سبيل المثال، الحد من الزيادة في البناء، غير المخطط له وضبط عدد السكان، والحفاظ على المعالم الرئيسية في النسيج الحضري، وحماية المواقع، والمستوطنات، والآثار. بالإضافة إلى ذلك، صنفت الخطة شاطئ بو ماهر ومواقع مهمة أخرى كمعالم أثرية وطنية بموجب المرسوم بقانون رقم (11) لسنة 1995 ¹³.

ويتم تنفيذ المشروع من خلال نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص. بمبادرة من الشيخة مي آل خليفة من هيئة البحرين للثقافة والاثار / دائرة الحفاظ¹⁴. تم تصميم مواقع وعناصر المشروع المختلفة من قبل مهندسين معماريين مختلفين وبمشاركة مهندسين من الهيئة نفسها¹⁵. تم تنفيذ عناصر المشروع من قبل عدة مقاولين، بما في ذلك إيوان البحرين، وشركة المقاولات والتجارة العامة، ومجموعة المؤيد للمقاولات، وشركة أرادوس للمقاولات، وشركة ريستورا إس آر إل، حيث يعمل كل منهم على جزء محدد من مشروع إعادة الاحياء¹⁶. وتبلغ التكلفة الإجمالية المقدرة 110 مليون دولار¹⁷، بما في ذلك 26 مليون دولار لاستملاكات الأراضي لبناء مبنى لمواقف السيارات تابع للبلدية¹⁸. تم تمويل 40 مليون دولار من هذا المبلغ عن طريق قرض من مجموعة البنك الإسلامي للتنمية¹⁹.

في عام 2019، كان مشروع إعادة إحياء المحرق واحدًا من الفائزين بجائزة الآغا خان للعمارة، حيث تم تقسيم جائزة مليون دولار أمريكي بين المشاريع الثلاثة الفائزة²⁰.